اعادة تموضع داخلية مع "حوار لودريان" وفرنجية من بين خمسة اسماء مرشحة

عاجل

الفئة

shadow

بدأت المواقف الداخلية تتخذ طابع إعادة التموضع مع الطرح الذي جال به الموفد الفرنسي جان ايف لودريان على القيادات السياسية والكتل النيابية بعقد حوار في أيلول المقبل حول مواصفات وبرنامج الرئيس المقبل.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان المسؤولين اللبنانيين، الذين اجتمعوا بلودريان، قالوا ان فرنسا تخلت عن مبادرتها سليمان فرنجية رئيسا ونواف سلام رئيسا للوزراء، ولكن فرنجية سيبقى اسما من بين خمسة اسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية.
ورأت مصادر ديبلوماسية ان جلسات العمل واللقاءات لن تذهب ابعد من مجرد التشاور ما دام حزب الله متمسكا بمرشحه سليمان فرنجية، مشيرة الى ان اللجنة الخماسية تريد ان تحصل الانتخابات الرئاسية اللبنانية، ولكن ليس بأي ثمن، حيث تريد ان يتعافى لبنان، وهذا الامر يتطلب سلطة تنفيذية قادرة على الانفتاح على الاصلاحات، الا ان شيئا من ذلك لم يتحقق في اربع السنوات الماضية.
وأكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» ان هناك قبولا مبدئيا من معظم الأطراف بالمشاركة في طاولة التشاور التي دعا اليها لودريان في أيلول المقبل.
لكن المصادر أبدت خشيتها من ان يؤدي هذا الطرح الى مزيد من تقطيع او تمرير الوقت الضائع بعد تخدير اللبنانيين بانتظارات جديدة.

وأكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "ثمة جهوداً تبذل لملاقاة اللبنانيين لبعضهم بعض من أجل التفاهم على صيغة ما لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ونأمل أن تسفر هذه الجهود عن تراجع البعض عن قناعاتهم التعطيلية التي لا تخدم مصلحة البلد ولا تنظر إلى الأفق البعيد لمصلحة اللبنانيين".

وشدد على "أننا ما زلنا على موقفنا، لم نغيّر ولن نبدّل، وجاهزون لإقناع الآخرين بما عليه اقتناعنا لمصلحة بلدنا الذي يضمنا جميعاً ولمصلحتهم قبل أن تكون لمصلحتنا، وعسى أن ننتظر فرجاً يأتينا، وإلهاماً يدفع البعض للتراجع عن أخطائه".
 
وبدا لافتاً في هذا السياق استعجال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل غداة زيارة لودريان إعلانه عن "الموقف - المقايضة " الذي يطرحه في حواره المتجدد مع "حزب الله" في ما فسر بانها محاولة متكررة من جانبه للاستئثار بالموقف المسيحي على قاعدة الضرب على شعارات شعبوية منها اعتماد اللامركزية الموسعة علماً أن هذا المطلب يثير الكثير من التعقيدات لجهة القفز على ما ينص عليه الطائف أو لجهة إثارة اعتراضات فئات عديدة.
وعقد رؤساء الكتل النيابية والاحزاب المعارضة اجتماعا تقويميا عبر تطبيق «زوم» من أجل توحيد الموقف من الطرح الفرنسي.
ولفتت مصادر المعارضة إلى ان القراءة الموحدة اجمعت على ان ما نقله لودريان طوى المرحلة السابقة ولا سيما المقايضة التي طرحها وجمعت بين المرشح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية والسفير القاضي نواف سلام ليكون رئيس حكومة العهد الاولى. وقد ثبت لمعظم المشاركين في اللقاء انهم فهموا هذه الرسالة الموحدة، والتي يفترض أنه نقلها الى جميع من التقاهم طوال الأيام الثلاثة الماضية.

وبعدما عبّر المجتمعون عن تقديرهم للاهتمام الذي أبدَته دول لقاء الدوحة الخماسي وترجم البيان الختامي ما توصّل اليه، خصوصاً لجهة النية بانخراطهم جميعاً بطريقة أكثر جدية واهتمام بأدق التفاصيل اللبنانية، توصّلا الى التزام النواب جميعهم بضرورة عقد جلسة انتخابية والمضي في الدورات المتتالية الى حين انتخاب رئيس. وهو تطور مهم لا يقع على عاتق المعارضة الالتزام به إنما هو على مسؤولية «الثنائي الشيعي» تحديداً قبل غيره من حلفائه من النواب المستقلين والكتل الصغيرة التي تدور في فلكه، وان قرروا الالتزام بالآليات الدستورية كاملة لا بد من التوصل الى انتخاب رئيس يهنّئه الجميع ممّن انتخبوه او من خارج مؤيديه.
ولمّا لم يصل الاجتماع الى خلاصات نهائية، علمت «الجمهورية» ان الاتصالات في الساعات المقبلة ستفضي الى تسمية المندوبين الذي يمثلون مختلف الكتل لتشكيل لجنة مشتركة تضع تصورا لموقف نهائي يمكن التوصل إليه قبل نهاية الأسبوع الجاري، «انطلاقاً من حرصهم على التعامل مع الموضوع بجدية ودقة شديدتين، لأن البلد لم يعد يمتلك ترف الوقت والمماطلة والتعطيل، كما وانطلاقا من حرصهم على رفض الهيمنة والفرض ورغبتهم بانتخاب رئيس للجمهورية بعيدا عن منطق الفرض والإملاء في أسرع وقت ممكن لإطلاق مسار الانقاذ الذي ينتظره اللبنانيون».
 
وأمس أشار عضو تكتل "لبنان القوي" النائب أسعد درغام "الى أننا دخلنا مرحلة مهمة جداً من الحوار مع حزب الله وكان موقف الحزب جيداً لجهة رفضه تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان في ظل غياب رئيس الجمهورية إذ تمسك بالشراكة الوطنية". وشدّد على أن "كلام الوزير جبران باسيل يوم أمس كان واضحاً لجهة المطالبة باللامركزية الموسعة، والصندوق الائتماني، وبرنامج بناء دولة"، لافتاً الى أن "الحوار انطلق من دون شرط مسبق وبالتالي نحن مستعدون للاتفاق على برنامج، وعندما نحصل على توافق كل القوى اللبنانية، هذا الأمر يؤدي الى الاتفاق على مقومات الدولة في المرحلة المقبلة". وتابع "نحن بحاجة الى وفاق وتفاهم يعيد إنتاج السلطة ويؤدي الى رئيس للجمهورية يستطيع أن يحكم، ويتمكن من خوض الاستحقاقات المقبلة، إن كانت مالية أو استنهاض البلد وعودة النازحين السوريين". وحذر من "عملية دمج النازحين السوريين التي هي بداية توطين، وبداية زوال البلد". وختم: "العلاقة مع حزب الله والتفاهم معه حمى لبنان ومن مصلحة التيار الوطني الحر والحزب أن يستمر، وكلام جبران باسيل يوم أمس كان إيجابياً والمطلوب عدم إضاعة الوقت والمفروض إقرار اللامركزية الادارية المسبقة واقتراح قانون ما يؤدي الى تفاهم حول المرحلة المقبلة".

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة